المرتبات تعتبر من أكبر البنود التشغيلية في أي مصنع. أسعار المواد الخام والوقود بتتغيّر مع تقلبات السوق المعتادة، لكن المرتبات هي بند المصروفات الوحيد اللي ثابت معاك ولازم يتخطّط له ويتصرف في معاده من غير تأخير.
وطبقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (CAPMAS) في آخر تحديث سنة ٢٠٢٤، عدد العاملين في قطاع التصنيع في مصر وصل لـ٣.٩٤٦ مليون شخص، زيادة ٥.٤٪ عن ٢٠٢٣.
إحصائيات ٢٠٢٥ لسه مش متاحة، لكن واضح إن عدد العمال بيزيد، ومعاه بيزيد الضغط على الإدارات المختلفة زي الموارد البشرية والمالية في عملية تنظيم وصرف الأجور والمرتبات.
الأجور نفسها بتوضح حجم الصورة:
العامل في خط الإنتاج بياخد في المتوسط حوالي ١١٠ ألف جنيه في السنة (حوالي ٥٣ جنيه في الساعة). بس في الواقع أغلب العمال في المصانع بتتراوح مرتّباتهم بين ٣٠٠٠ و٥٠٠٠ جنيه في الشهر، والمشرفين والمديرين من ١٥ لـ٣٠ ألف جنيه شهريًا.
لكن الأرقام الرسمية مش بتنقل الصورة الكاملة. مصانع كتير بتعتمد على عمالة مؤقتة أو موسمية، وبيتم الدفع ليهم بشكل غير رسمي وده في أغلب الوقت بيكون كاش.
ده بيخلي الشركة شغّالة بنظامين في نفس الوقت: واحد للموظفين المسجلين، وواحد للي بيشتغلوا بعقود مؤقتة أو من غير تأمينات. وكل نظام فيهم محتاج متابعة لوحده.
بالنسبة للإدارة ولأصحاب المصانع، المرتبات مش مجرد بند في المصروفات. ده عامل بيأثر بشكل مباشر على أداء العمال وانتظامهم في وردياتهم واستمرارهم مع المصنع.
لما القبض بيتأخر أو يبقى غير منتظم، نسب الغياب بتزيد، عمال أكتر بيمشوا، والإنتاجية بتتأثر.
أسباب هيكلية بتخلّي صرف المرتبات في المصانع المصرية عملية معقّدة
الطريقة اللي بيدور بيها القطاع الصناعي في مصر بتخلي إدارة المرتبات مهمة مش بسيطة.
مصر فيها حوالي ٣.٧ مليون منشأة، أغلبهم قطاع خاص، ومنهم حوالي ١٤٪ في مجال التصنيع. الجزء الأكبر من المصانع دي عبارة عن ورش صغيرة من غير أنظمة موارد بشرية أو نظام واضح لإدارة المرتبات.
كمان أكتر من نصّ الشركات (حوالي ٥٣٪) شغال بشكل غير رسمي.
في المصانع، ده معناه إن جزء كبير من العمال بيقبضوا أجورهم برا المنظومة الرسمية، سواء كاش، على المحفظة، أو بتحويل مباشر عن طريق البريد. حتى المصانع الكبيرة غالبًا بيكون عندها مسار غير رسمي مخصص للعمال المؤقتين أو الموسميين.
وفي معظم خطوط الإنتاج، الفريق بيكون مزيج بين موظفين دائمين وعمال مؤقتين أو متعاقدين خارجيين.
النتيجة إن في ناس بتيجي وتمشي كل شوية، فالشركة طول الوقت بتضيف وتشيل ناس، وتحسب من الأول. ده بيضاعف المجهود اللي بيروح في عملية صرف المرتبات.
غير كده، ثقافة “الأوفر تايم” أو ساعات العمل الإضافي هي جزء لا يتجزأ من الشغل في قطاع التصنيع، خصوصًا في مصانع التصدير. العمل الإضافي بيزود تكلفة المرتبات الشهرية بشكل مش سهل تتنبأ بيه.
من ناحية تانية، قانون العمل الجديد اللي بدأ تطبيقه في سبتمبر ٢٠٢٥ زوّد الضغط أكتر:
أي شركة ما تلتزمش بالحد الأدنى للأجور (٧٠٠٠ جنيه) معرّضة انها تدفع غرامة ما بين ٢٠٠٠ لحد ٢٠ ألف جنيه عن كل عامل متضرر.
وده معناه إن أي غلطة في التوقيت أو الحساب أو تقييد المبالغ المدفوعة لكل موظف بقت مكلفة جدًا.
وبحسب معدلات السوق، دوران العمالة في المصانع الرسمية بيتراوح بين ٢٠ و٣٠٪ سنويًا، وبيوصل لـ ٥٠٪ أو أكتر في القطاعات اللي فيها اعتماد كبير على العمالة الموسمية أو غير الرسمية.
النتيجة إن المرتب بقى هدف متحرّك: نظام رسمي شغال جنب نظام غير رسمي، تكاليف شهرية بتتغير بسبب ساعات العمل الإضافي أو تغيّر العمال، وضغط من قوانين أشد بتخلي أي تأخير أو خطأ له ثمن أعلى.
تكاليف صرف المرتبات في المصانع المصرية
نسبة المرتبات من إجمالي التكاليف بتختلف حسب نوع الصناعة وطبيعة التشغيل في المصنع.
في الصناعات اللي بتعتمد على العمالة بشكل أساسي — زي مصانع الملابس الجاهزة، الأغذية، أو الورش الصغيرة — المرتبات ممكن تمثل ٤٠٪ إلى ٥٠٪ من المصروفات التشغيلية، لأن الأجور هي المكوّن الرئيسي في الإنتاج، ومع معدلات دوران العمالة العالية، التكلفة الشهرية بتفضل ترتفع باستمرار.
أما الصناعات اللي بتعتمد أكتر على الماكينات ورأس المال — زي الخشب المضغوط، السيراميك، الأسمنت، والزجاج —
فنسبة المرتبات عادة بتكون بين ١٠٪ و٣٠٪، لأن الجزء الأكبر من التكاليف بيروح على المعدات، الوقود، والخامات.
دراسة جدوى أصدرتها الهيئة العامة للاستثمار (GAFI) في يونيو ٢٠٢١ عن صناعة الخشب المضغوط في الشرقية وضّحت الفرق ده بوضوح:
-
- إجمالي المرتبات السنوي: حوالي ١.٥ مليون جنيه لـ٣٠ موظف.
-
- إجمالي التكاليف الكلية: حوالي ١٢.٦ مليون جنيه.
يعني المرتبات بتمثل تقريبًا ١٢٪ من الإجمالي. ولو شلنا البنود غير المتكررة زي المعدات والتراخيص وركّزنا بس على المصروفات التشغيلية (خامات، أجور، إيجارات، تسويق)، فالنسبة بتوصل لـ ٣٢٪.
الأرقام دي ممكن تكون قديمة شوية، لكنها بتوضح بشكل واضح الفرق بين المصانع اللي بتعتمد بشكل رئيسي على الماكينات والمصانع اللي بتعتمد على العمالة.
وبالنسبة لأي مدير مالي، الرسالة الأساسية بسيطة:
المرتبات مش دايمًا أكبر بند في التكلفة، لكنها أوضح بند تقدر تتحكّم فيه.
أسعار الخامات والوقود والأصول بيحددها السوق، لكن توقيت الصرف وهيكل المرتبات مسؤولية الإدارة نفسها.
وتكلفة الرواتب بتظهر بوضوح في ٣ جوانب رئيسية:
١. العمل الإضافي (Overtime):
أي زيادة في الساعات بتترجم فورًا في التكاليف الشهرية.
الصيغة المعتادة: المرتب الأساسي × ١.٥ × عدد ساعات العمل الإضافي.
٢. دوران العمالة:
متوسط السوق بيوضح إن دوران العمالة في الشركات الصناعية الرسمية بيتراوح بين ٢٠ و٣٠٪ سنويًا، وبيوصل لـ ٤٠–٥٠٪ أو أكتر في القطاعات اللي فيها اعتماد كبير على العمالة الموسمية.
كل موظف بيمشي بيكلّف الشركة حوالي ٢٠–٣٠٪ من مرتبه السنوي، لما نحسب تكاليف التوظيف، التدريب، وفقد الإنتاجية.
٣. تأخير الصرف:
دراسة عملتها RISE Egypt وماستركارد في ٢٠٢٤ لقت إن عمال مصانع الملابس بيقضوا في المتوسط ١٥ دقيقة في يوم القبض عشان يستلموا مرتباتهم.
في مصنع فيه ١٥٠٠ عامل، ده معناه ضياع ٣٧٥ ساعة إنتاج كل شهر في انتظار مرتباتهم بس.
التكلفة حسب حجم المصنع
-
- الورش الصغيرة (لحد ١٠٠ عامل): الحمل الأكبر بيكون على السيولة، ولسه الاعتماد الأساسي على الكاش.
-
- المصانع المتوسطة (حوالي ٥٠٠ عامل): أكتر من موقع تشغيل، عمل إضافي مستمر، ومخاطر اكتر في دقة وتوقيت الصرف.
-
- المصانع الكبيرة (٥٠٠٠ عامل أو أكتر): المرتبات بتمثل نسبة أقل في الميزانية، لكن انتظام صرف المرتبات بيأثر على قدرتها في الوفاء بعقود التصدير والحفاظ على التنافسية في صناعة سهل جداً فيها بالنسبة للعامل انه يسيب المصنع اللي شغال فيها ويروح مكان تاني خلال أيام.
دروس من بيانات السوق وتجارب المصانع المصرية
البيانات والدراسات الميدانية بتوضح بشكل مباشر إزاي طريقة صرف المرتبات بتأثر على التكلفة، استقرار التشغيل، وسلوك العمالة. دراسة مشتركة بين RISE Egypt وMastercard سنة ٢٠٢٤ شملت ٩ مصانع ملابس فيها حوالي ٢٤ ألف عامل في ٥ محافظات، وطلعت منها نتايج واضحة:
-
- انخفاض ٥٣٪ في التكاليف الإدارية الخاصة بالمرتبات.
-
- توفير ٣٧٥ ساعة إنتاج شهريًا في المصنع اللي فيه ١٥٠٠ عامل، بعد ما اتخلصوا من طوابير المرتبات في يوم القبض.
-
- زيادة ٣٤٪ في عدد العمال اللي بيفضّلوا القبض في حساباتهم البنكية أو على كارت للمرتبات.
-
- زيادة ١٩٪ في استخدام المحافظ الإلكترونية والمدفوعات الرقمية لتحويل الفلوس أو دفع الفواتير.
من وجهة نظر أصحاب المصانع، التحول الرقمي في المرتبات خفّف الضغط اليومي بشكل كبير. المدير التنفيذي لواحد من المصانع اللي شملتها الدراسة قال:
“القبض الكاش كان بياخد وقت طويل في العدّ والتوزيع، وكنا بنفقد ساعات إنتاج كل شهر. بعد ما بقينا ندفع المرتبات بشكل رقمي، العملية بقت أسهل، أهدى، وأدق.”
أما من ناحية العمال، فالإستفادة كانت أوضح كمان:
كتير قالوا إنهم بقوا يصرفوا أقل ويحوّشوا أكتر لما القبض بقى على الكارت. واحدة من العاملات قالت:
“زمان لما كنت أقبض كاش، كنت بصرف أكتر. دلوقتي بسحب اللي محتاجاه وبعرف أنظم مصاريفي لباقي الشهر.”
وعاملة تانية قالت: “في الأول كنا متخوّفين من فكرة الكارت. لكن بعد التدريب، بقينا إحنا اللي بنطلب نقبض عليه.”
النقطة دي مهمة جدًا.
في الأول دايمًا بيبقى فيه مقاومة لأي تغيير في طريقة القبض، لكن التجربة بتثبت إن القلق ده مؤقت.
بمجرد ما العمال بيجربوا القبض الرقمي ويشوفوا مزاياه — بيستلموا فلوسهم بصورة أسهل، تحكم أحسن في المصاريف، وأمان أكتر من الكاش — بيبدأوا يفضّلوا الطريقة الجديدة على النظام القديم.
الدرس الواضح: المرتبات مش مجرد “مهمة مكتبية” أو خطوة روتينية. طريقة الدفع نفسها بتأثر على ساعات الإنتاج، العبء الإداري، ومعنويات الفريق، وحتى على سلوك العمال المالي جوه المصنع وفي حياتهم الشخصية.
متطلبات أنظمة صرف المرتبات في القطاع الصناعي في سنة ٢٠٢٥
علشان إدارة المرتبات تبطل تكون عبء على الوقت واستقرار التشغيل، المصانع محتاجة نظام يحقق مجموعة من المعايير الواضحة:
| المعيار | ليه مهم |
| تحويل فوري على مدار الساعة | لازم المرتبات تتحرك في أي وقت بدون ما تتأثر بمواعيد البنوك أو ساعات العمل الرسمية. العامل ماينفعش يستنى لأن ميعاد التحويلات فات ولا المندوب مالحقش يجيب الفلوس في اليوم المحدد. |
| إدارة الفروع المتعددة | أغلب الشركات الصناعية عندها أكتر من موقع تشغيل. كل موقع محتاج يُدار كأنه دورة مرتبات مستقلة، بمواعيد وسجلات مختلفة. |
| إضافة العمال بسهولة | العمال المؤقتين والموسميين بيتعيّنوا بشكل مستمر. لازم يكون تسجيلهم سهل وبمتطلبات قليلة ويكونوا جاهزين يقبضوا على حسابهم أو كارت المرتبات خلال مدة قصيرة. |
| جدولة المرتبات مسبقاً | فرق المالية لازم تقدر تحدد مواعيد الصرف مسبقًا. ده بيضمن انتظام المرتبات حتى لو المدير مش موجود أو حصل أي ظرف طارئ. |
| وسيلة لدعم العمال مادياً من غير تكلفة على الشركة | العمال تحت ضغط مالي مستمر، وده بيزود دوران العمالة. لو المصنع قدر يوفر وسيلة دعم، يقدر يحتفظ بالعمال ذوي الخبرة. لكن أغلب الأنظمة التقليدية زي السلف بتوفر ده بتكلفة عالية ومجهود إداري كبير. |
إزاي دوباي بتحل التحديات دي
دوباي متصممة من البداية علشان تناسب واقع المرتبات في مصر، خصوصًا في المصانع اللي فيها عدد عمال كبير، وعمالة غير بنكية، ودوران عالي.
وده شكل توافقها مع كل معيار من المعايير اللي اتكلمنا عليها:
| المعيار | حل دوباي |
| تحويل فوري على مدار الساعة | المرتبات بتتحوّل في أي وقت من غير الاعتماد على مواعيد البنوك. أول ما الفلوس توصل لحساب الشركة في دوباي وتحول المرتبات للموظفين، المرتبات بتوصل لهم خلال دقايق. |
| إدارة الفروع | لو شركتك ليها مصانع أو مواقع مختلفة تقدر تدير صرف المرتبات في كل موقع كأنه كيان مستقل من جوا نفس الحساب. |
| إضافة العمال بسهولة | دوباي بتصدر كروت للعمال من غير ما يحتاجوا حساب بنكي شخصي. عملية التسجيل بتتم في دقايق بالرقم القومي بس. |
| جدولة المرتبات مسبقاً | الفريق المالي بيقدر يحدد مواعيد الصرف مسبقًا، والمرتبات بتتحوّل تلقائيًا في المعاد طول ما فيه رصيد في حساب الشركة. |
| وسيلة لدعم العمال مادياً من غير تكلفة على الشركة | من خلال خدمة اقبض بدري، العامل يقدر يسحب جزء من مرتبه خلال الشهر قبل يوم القبض، من غير ما سيولة الشركة تتأثر ولا تتحمّل أي مجهود إداري. |
بالنسبة للمديرين الماليين، ده معناه نظام مرتبات ممكن التنبؤ بيه ومفيهوش مفاجآت. ولأصحاب المصانع، معناه فريق مستقر بيقبض في معاده، وتكلفة تشغيل أقل، من غير وجع دماغ الكاش أو التحويلات البنكية.
الخلاصة
باختصار، المرتبات واحدة من أكبر البنود اللي ممكن تتحكّم فيها فعليًا جوا أي مصنع في مصر. هي مش مجرد بند مصروفات. هي عنصر بيأثر على كل حاجة: العبء الإداري، وقت التشغيل، رضا العمال، وحتى الالتزام بالقوانين.
الأرقام بتوضّح إن طريقة صرف المرتبات نفسها بتفرق في أداء المصنع، من الإنتاجية، لتكلفة التشغيل، لولاء الفريق.
ولو حابب تعرف إزاي دوباي ممكن توفر عليك المجهود والتكاليف دي، وتخلّي صرف المرتبات أسهل خطوة في شغلك، احجز مكالمة مع دوباي، وحد من فريقنا هيعرّفك إزاي تقدر تطبّق نظام جديد للقبض في مصنعك وفي كل مواقعك بسهولة.
مدوّنة

